
أرانى فى عباءة سوداء ثقيلة...
جالساً بين قدمى ذلك الصنم الهائل..
ذو السبعة آلاف خريفاً...
متجاهلاً نظراته الغاضبة..
كنت قد أقسمت ألاّ أقوم من جلستى تلك حتى تأتى..
من هى؟؟
هى التى تملك مفاتيح الكون...
هى التى يفرّ الحزن عند مرآها...
هى مليكتى..
التى ترعانى..
لم أرها..
أبداً لم أرها...
لكنى أعلم أنها رأتنى..
كثيراً...
وأعلم أنها آتية لا محالة...
من هى؟؟
هى التى أدمنت البيداء عبيرها..
و تنصهر الحجارة خجلاً عند مرآها...
هى التى أصدرت الأمر للعملاق الذى يحتجزنى بين ذراعيه...
بألاّ يدعنى أرحل...
ولم أكن لأرحل على أى حال..
فمِن أجلها أتيت...
واعتكفت ها هنا....
فى انتظارها...
فى انتظار مليكتى..
ورحلت الشمس غرباً...
وتركتنى وحيداً...
بين ذراعى من لا يرحم...
ينظر إلىَّ - ذو السبعة آلاف خريفاً - من وقت لآخر...
نظرة جامدة...
يتجمد ما بقى من دمائى...
وتتجمد دموعى...
وأطرافى...
لكنها - النظرة - تقول كل شىء...
أرجوك لا ترحل..
صدقنى...
انها قادمة إن آجلاً أو عاجلاً...
قادمة من أجلك...
من أجلك فقط...
فقط لا ترحل...
أنت كل ما أرادت...
وهى كل ما تمنيت...
وأنا لا أتمنى شيئاً...
سوى رحيلك...
أو مقدمها...
واقتنعت...
اعتدلت فى جلستى..
وانتظرت...
ولكنها..
أبداً لم تأتِ.....
ذكرى
12 فبراير 2008
الهـــرم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق